التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لَيۡسَ بِي سَفَاهَةٞ وَلَٰكِنِّي رَسُولٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (67)

قوله : { قال يا قوم ليس بي سفاهة ولاكني رسول من رب العالمين } هذا رد من داود للسفاهة عن نفسه في خطاب رفيق لقومه . خطاب تبدوا فيه نداوة الإشفاق على قومه والتجنب لهم ؛ استمالة لقلوبهم الفظة . وذلك في قوله : { يا قوم } فهم أهله وعشيرته وقومه وهو من جنسهم يسوؤه ما يصيبهم من عنت .

وقد نفي هود عن نفسه أيما سفاهة ؛ فإنه ما ضل ولا مال عن الحق والصواب . ولكنه مرسل من ربه جاء يبلغ الناس رسالة ربهم ففيها الهداية لهم والترشيد ، وفيها ما يصلح عليه حالهم في الحياة وفي المعاد وهو قوله : { أبلغكم رسالات رب وأنا لكم ناصح أمين }