فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لَيۡسَ بِي سَفَاهَةٞ وَلَٰكِنِّي رَسُولٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (67)

{ قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين 67 أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين 68 أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون 69 } .

{ قال يا قوم ليس بي سفاهة } كما تدعون { ولكني رسول من رب العالمين } إليكم ، استدرك على ما قبله باعتبار ما يستلزمه من كونه في الغاية القصوى من الرشد ، فإن الرسالة من جهة رب العالمين موجبة لذلك فكأنه قيل ليس بي شيء مما تنسبوني إليه ولكني في غاية من الرشد والصدق ، ولم يصرح بنفي الكذب اكتفاء بما في حيز الاستدراك ، ومن لابتداء الغاية ، وقد تقدم بيان معنى هذا قريبا وكذا سبق تفسير قوله .