الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لَيۡسَ بِي سَفَاهَةٞ وَلَٰكِنِّي رَسُولٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (67)

أي : في قوله : إني { رسول من رب العالمين } ، كان ذلك ظنا منهم ليس على يقين{[24145]} ، فكفروا على الشك منهم . قال ( لهم ){[24146]} : { يا قوم ليس بي سفاهة }[ 67 ] ، أي : ضلالة ، أي : جهل ، { ولكني رسول من رب العالمين }[ 67 ]{[24147]} .

وأصل السفة : رقة الحلم{[24148]} ، والطيش{[24149]} . وذُكِّر في قوله : { ليس } ؛ لأنه مصدر ، وهو بمعنى السفه ، وقد فرق ، أيضا ، بينه وبين الفعل{[24150]} .


[24145]:قال ابن عطية، المحرر الوجيز 2/417: "هو ظن على بابه؛ لأنهم لم يكن عندهم إلا ظنون وتخرص". وينظر البحر المحيط 4/327.
[24146]:ما بين الهلالين ساقط من ج. وهو لحق في الأصل.
[24147]:انظر جامع البيان 12/504.
[24148]:في الأصل: اللحم، وهو تحريف ناسخ.
[24149]:في معاني القرآن للزجاج، 2/347: "السفاهة: خفة الحلم والرأي، يقال: ثوب سفيه إذا كان خفيفا".
[24150]:معاني القرآن للنحاس 2/136، بلفظ: "ولو كان "ليست"، جاز، والتذكير؛ لأنه مصدر، وقد فرق بينه وبين الفعل". قال أبو إسحاق الزجاج، معاني القرآن 2/347،: "هذا موضع أدب للخلق في حسن الجوار وفي المخاطبة، أنه دفع ما نسبوه إليه من السفاهة بأن قال: {ليس بي سفاهة}، فدفعهم بنفي ما قالوا فقط".