التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمۡ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (62)

قوله : { أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم } أبلغكم بالتشديد للمبالغة . والرسالات جمع رسالة . وذكرها على الجميع ؛ لتنوع ما أرسل به إليهم من مختلف المعاني والمواعظ والأحكام . أو أن المراد رسالته هو ورسالات غيره من النبيين كإدريس وشيث فهو عليه السلام يخبرهم بأسلوب رحيم ودود أنه مرسل إليهم ليبلغهم رسالات الله وينصح لهم . والنصح في اللغة معناه الإخلاص وصدق المشورة والعمل . والناصح معناه الخالص من كل شائبة . ورجل ناصح ؛ أي نقي القلب{[1445]} : والمراد : أنني أبين لكم وجه المصلحة فيما ينفعكم في دنياكم وأخركم .

قوله : { وأعلموا من الله ما لا تعلمون } أي أعلم من قبل الله بوحيه الكريم من المعلومات والأخبار ما ليس لكم بها علم وذلك عن قدرته القاهرة وبطشه الشديد ، وعما يلاقيكم يوم القيامة من الأهوال والشدائد وفظاعة التعذيب ؛ إن لم تؤمنوا برسالتي إليكم ، وتكفوا عما أنتم عليه من الشرك والباطل{[1446]} .


[1445]:القاموس المحيط جـ 1 ص 261 والمصباح المنير ج، 2 ص 276 ومختار الصحاح ص 662.
[1446]:روح المعاني جـ 8 ص 150- 152 وتفسير الطبري جـ 8 ص 150، 151.