نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لَيۡسَ بِي سَفَاهَةٞ وَلَٰكِنِّي رَسُولٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (67)

ولما قابلوا لينته{[32513]} لهم وشفقته عليهم بهذه الغلظة ، أعرض عن ذلك وعاملهم{[32514]} من الحلم بضد ما سموه{[32515]} به بأن { قال } معلماً الأدب في مخاطبة السفهاء { يا قوم } مذكراً بما بينهم من النسب الداعي إلى الود والمناصحة والعطف والملاطفة { ليس بي سفاهة } فنفى أن يكون به{[32516]} شيء من خفة حلم ، فانتقى أن يكون كاذباً لأن الداعي إلى الكذب الخفة والطيش فلم يحتج إلى تخصيصه بنفي .

ولما نفى السفاهة ، أثبت ما يلزم منه ضدها بقوله : { ولكني رسول } وبين المرسل تعظيماً للأمر بقوله { من رب العالمين* } أي المحسن إليهم بعد نعمة الإيجاد والأرزاق بإرسال الرسل إليهم ليكسبوهم معالي الأخلاق التي بها انتظام نعمة الإبقاء


[32513]:- في ظ: لينه.
[32514]:- من ظ، وفي الأصل: عامهم-كذا.
[32515]:- في ظ: رسموه.
[32516]:- سقط من ظ.