التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ} (103)

الخسارة : نقصان مال التجارة وتقدم في قوله تعالى : { الذين خسروا أنفسهم } في سورة الأنعام ( 12 ) ، وقوله { فأولئك الذين خسروا أنفسهم } في أول الأعراف ( 9 ) . وهي هنا تمثيل لحال خيبتهم فيما كانوا يأملونه من شفاعة أصنامهم وأن لهم النجاة في الآخرة أو من أنهم غير صائرين إلى البعث ، فكذبوا بما جاء به الإسلام وحسبوا أنهم قد أعدوا لأنفسهم الخير فوجدوا ضده فكانت نفوسهم مخسورة كأنها تَلِفَت منهم . ولذلك نصب { أنفسهم } على المفعول ب { خسروا } . واسما الإشارة لزيادة تمييز الفريقين بصفاتهم .