الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ} (103)

قال ( ع ) : وهذا التأويل حَسَنٌ ، وهو مرويُّ المعنى عن ابن عباس ، وذكر البزَّارُ من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِالْمِيزَانِ ، فَيُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ ، فَيُوقَفُ بَيْنَ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ ) فَإنْ ثَقُلَ مِيزانُهُ ، نَادَى المَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمَعُ الخَلاَئِقَ : سَعِدَ فُلاَنٌ سَعَادَةً لاَ يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً ، وَإنْ خَفَّ مِيزَانُهُ ، نَادَى المَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الخَلاَئِقَ : شَقِيَ فُلاَنٌ شَقَاوَةً لاَ يَسْعَدُ بَعْدَهَا أبداً ) انتهى من «العاقبة » .

وروى أبو داودَ في «سننه » عن عائشة رضي اللّه عنها أَنَّها ذَكَرَتِ النَّارَ فَبَكَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَا يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ : ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ ، فَهَلْ تَذكُرُونَ أَهْلِيَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : أَمَّا في ثَلاَثَةِ مَوَاطِنَ ، فَلاَ يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَداً ، عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَم : أَيِخِفُّ مِيزَانُهُ أَمْ يَثْقُلُ ، وَعِنْدَ الكِتَابِ حَتَّى يَقُولَ : { هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَه } [ الحاقة : 19 ] ، حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يُعْطَى كِتَابَهُ : أفِي يَمِينِهِ أَمْ فِي شَمَالِهِ ، أَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ ، إذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَي جَهَنَّمَ ) ، انتهى .