المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{قَالُواْ نَعۡبُدُ أَصۡنَامٗا فَنَظَلُّ لَهَا عَٰكِفِينَ} (71)

والصنم ما كان من الأوثان على صورة ابن آدم من حجر أو عود أو غير ذلك ، و «نظل » عرفها في فعل للشيء نهاراً وبات عرفها في فعله ليلاً ، وطفق عامة للوجهين ، ولكن قد تجيء ظل بمعنى العموم وهذا الموضع من ذلك ، و «العكوف » اللزوم ، ومنه المعتكف ، ومنه قول الراجز : «عكف النبيط يلعبون الفنزجا »{[8947]} .


[8947]:هذا شطر بيت قاله العجاج الراجز، وهو في (اللسان- عكف) قال: "عكف على الشيء يعكف ويعكف عكفا وعكوفا: أقبل عليه مواظبا لا يصرف عنه وجهه، وقيل: أقام، ومنه قوله تعالى: {ظلت عليه عاكفا} أي: مقيما، يقال: فلان عاكف على فرج حرام، قال العجاج يصف ثورا: فهن يعكفن به إذا حجا عكف النبيط يلعبون الفنزجا أي: يقبلن عليه". وحجا: وقف، والنبيط: جيل ينزلون السواد من العراق، وهم الأنباط، والفنزجة والفنزج: النزوان، وقيل: هو اللعب الذي يقال له: الدستبند، وهو رقص المجوس إذا أخذ بعضهم يد بعض وهم يرقصون.