السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالُواْ نَعۡبُدُ أَصۡنَامٗا فَنَظَلُّ لَهَا عَٰكِفِينَ} (71)

{ قالوا } في جوابه { نعبد أصناماً } ، فإن قيل : قوله عليه السلام ما تبعدون سؤال عن المعبود فحسب ، فكان القياس أن يقولوا أصناماً كقوله تعالى : { ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو } ( البقرة : 219 ) وكذا قوله تعالى : { ماذا قال ربكم قالوا الحق } ( سبأ : 23 )

وكقوله تعالى : { ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً } ؟ ( النحل : 30 ) أجيب : بأنّ هؤلاء قد أجابوا بقصة أمرهم كاملة كالمبتهجين بها والمفتخرين فاشتملت على جواب إبراهيم عليه السلام وعلى ما قصدوه من إظهار ما في نفوسهم من الابتهاج والافتخار ، ألا تراهم كيف عطفوا على قولهم : نعبد { فنظل لها عاكفين } ولم يقتصروا على زيادة نعبد وحده ، ومثاله أن تقول لبعض الشطار ما تلبس في بلادك فيقول : ألبس البرد الأتحمي فأجر ذيله بين جواري الحيّ ، وإنما قالوا نظل لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل ، يقال ظلّ يفعل كذا إذا فعل بالنهار ، والعكوف : الإقامة على الشيء .