المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ} (78)

واختلف المتأولون في قوله تعالى : { في كتاب مكنون } بعد اتفاقهم على أن المكنون : المصون ، فقال ابن عباس ومجاهد : أراد الكتاب الذي في السماء .

وقال عكرمة : أراد التوراة والإنجيل ، كأنه قال : إنه لكتاب كريم ، ذكر كرمه وشرفه { في كتاب مكنون } .

قال القاضي أبو محمد : فمعنى الآية على هذا الاستشهاد بالكتب المنزلة ، وهذا كقوله عز وجل : { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله }{[10934]} [ التوبة : 36 ] . وقال بعض المتأولين : أراد مصاحف المسلمين ، وكانت يوم نزلت الآية لم تكن ، فهي على هذا إخبار بغيب ، وكذلك هو في كتاب مصون إلى يوم القيامة ، ويؤيد هذا لفظة المس ، فإنها تشير إلى المصاحف أو هي استعارة في مس الملائكة .


[10934]:من الآية (36) من سورة (التوبة).