المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ} (89)

والروح : الرحمة والسعة والفرح ، ومنه { روح الله } [ يوسف : 87 ] والريحان وهو دليل النعيم ، وقال مجاهد ، الريحان : الرزق . وقال أبو العالية وقتادة والحسن ، الريحان : هذا الشجر المعروف في الدنيا يلقى المقربين ريحاناً من الجنة .

وقرأ الحسن وابن عباس وجماعة كثيرة «فرُوح » بضم الراء . وقال الحسن ومعناه : روحه يخرج في ريحانه وقال الضحاك ، الريحان : الاستراحة .

قال القاضي أبو محمد : الريحان ، ما تنبسط إليه النفوس . وقال الخليل : هو طرف كل بقلة طيبة فيها أوائل النور ، وقد قال عليه السلام في الحسن والحسين : «هما ريحانتاي من الدنيا »{[10943]} ، وقال النمر بن تولب : [ المتقارب ]

سلام الإله وريحانه . . . ورحمته وسماء درر{[10944]}

وقالت عائشة رضي الله عنها : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ : «فرُوح » بضم الراء .


[10943]:أخرجه البخاري في (فضائل الصحابة) و(الأدب)، والترمذي في المناقب، ولفظه في البخاري عن ابن أبي نعيم: سمعت عبد الله بن عمر، وسأله عن المُحرم، قال شعبة: أحسبه يقتل الذباب، فقال: أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(هما ريحانتاي من الدنيا).
[10944]:سبق التعليق عليه في أول سورة الرحمن، عند تفسير قوله تعالى:{والحب ذو العصف والريحان}. ص(184) هامش رقم (2) من هذا الجزء.