المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّـٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (3)

{ هو الأول } الذي ليس لوجوده بداية مفتتحة . { والآخر } الدائم الذي ليس له نهاية منقضية . قال أبو بكر الوراق { هو الأول } بالأزلية ، { والآخر } بالأبدية ، و { هو الأول } بالوجود ، إذ كل موجود فبعده وبه . { والآخر } إذا ترقى العقل في الموجودات حتى يكون إليه منتهاها ، قال عز وجل : { وأن إلى ربك المنتهى }{[10950]} [ النجم : 42 ] . { والظاهر } معناه بالأدلة ونظر العقول في صنعته . { والباطن } بلطفه وغوامض حكمته وباهر صفاته التي لا يصل إلى معرفتها على ما هي عليه الأوهام .

ويحتمل أن يريد بقوله : { الظاهر والباطن } أي الذي بهر وملك فيما ظهر للعقول وفيما خفي عنها فليس في الظاهر غيره حسب قيام الأدلة ، وليس في باطن الأمر وفيما خفي عن النظرة مما عسى أن يتوهم غيره .

وقوله تعالى : { وهو بكل شيء عليم } عام في الأشياء عموماً تاماً .


[10950]:الآية (42) من سورة (النجم).