المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِرَبِّ ٱلۡمَشَٰرِقِ وَٱلۡمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ} (40)

قرأ الجمهور : «فلا أقسم » وذلك على أن تكون «لا » زائدة ، أو تكون رداً لفعل الكفار وقولهم ثم يقع الابتداء بالقسم . وقرأ قوم من القراء «فلأقسم » دون ألف مفردة ، و { المشارق والمغارب } هي مطالع الشمس والقمر وسائر الكواكب وحيث تغرب ، لأنها مختلفة عند التفضيل فلذلك جمع ، وقرأ عبد الله بن مسلم وابن محيصن : «برب المشرق والمغرب » على الإفراد ، ومتى ورد «المشرق والمغرب » ، وهي عبارة عن موضع الشروق وموضع الغروب بجملته وإن كان يتفصل بالصاد ، ومتى ورد المشرقان والمغربان فهي عبارة عن طرفي مواضع الشروق وطرفي موضع الغروب .