فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِرَبِّ ٱلۡمَشَٰرِقِ وَٱلۡمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ} (40)

{ فلا أقسم } لا زائدة كما تقدم قريبا والمعنى فأقسم { برب المشارق والمغارب } قرأهما الجمهور بالجمع يعني مشرق كل يوم من أيام السنة ومغربه ، وقال ابن عباس للشمس كل يوم مطلع تطلع فيه وكل يوم مغرب تغرب فيه غير مطلعها بالأمس . وغير مغربها بالأمس ، وقيل مشرق كل نجم ومغربه وقرئ بالإفراد ، وقوله :

{ إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم } جواب القسم ، والمعنى إنا لقادرون على أن نخلق أمثل منهم وأطوع لله حين عصوه ، ونهلك هؤلاء أو نبدلهم بتحويل الوصف فيكونوا أشد بطشا في الدنيا وأكثر أموالا وأولادا ، وأعلى قدرا ، وأكثر حشما وجاها وخدما فيكونوا عندك على قلب واحد في سماع قولك وتوقيرك وتعظيمك ، والسعي في كل ما يشرح صدرك بدل ما يعمل هؤلاء من الهزء والتصفيق والصفير ، وكل ما يضيق به صدرك .