السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِرَبِّ ٱلۡمَشَٰرِقِ وَٱلۡمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ} (40)

{ فلا } زيدت فيه لا { أقسم برب } أي : سيد ومبدع ومدبر { المشارق } أي : التي تشرق الشمس والقمر والكواكب السيارة ، كل يوم في موضع منها على المنهاج الذي دبره والطريق والقانون الذي أتقنه وسخره ستة أشهر صاعدة وستة أشهر هابطة { والمغارب } كذلك وهي التي ينشأ عنها الليل والنهار والفصول الأربعة ، فكان بها صلاح العالم بمعرفة الحساب وإصلاح المآكل والمشارب وغير ذلك من المآرب ، فيوجد كل من الملوين بعد أن لم يكن والنبات من النجم والشجر كذلك عادة مستمرة دالة على أنه تعالى قادر على الإيجاد والإعدام لكل ما يريده من غير كلفة ما . كما قال تعالى : { إنا } أي : على ما لنا من العظيمة { لقادرون } .