المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{يُبَصَّرُونَهُمۡۚ يَوَدُّ ٱلۡمُجۡرِمُ لَوۡ يَفۡتَدِي مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِئِذِۭ بِبَنِيهِ} (11)

و { يبصرونهم } على هذه القراءة قيل معناه في النار . وقال ابن عباس في المحشر يبصر بالحميم حميمه ثم يفر عنه لشغله بنفسه . وتقول : بصر فلان بالشيء ، وبصرته به أريته إياه ومنه قول الشاعر : [ الوافر ]

إذا بصَّرتك البيداء فاسري*** وأما الآن فاقتصدي وقيلي{[11320]}

وقرأ قتادة بسكون الباء وكسر الصاد خفيفة ، فقال مجاهد : { يبصرونهم } معناه يبصر المؤمنون الكفار في النار ، وقال ابن زيد : يبصر الكفار من أضلهم في النار عبرة وانتقاماً عليهم وخزياً لهم .


[11320]:بصرها: جعلها تعرف وتدرك أحوالها ودروبها، والسرى: السير ليلا، والاقتصاد: عدم الإفراط في الجهد، وقيلي: استريحي في وقت القيلولة، أي وقت الظهر، يقول لناقته: إذا أنا دللتك على الطريق فأسرعي بالسير ليلا في الصحراء، أما الآن ونحن في وقت القيلولة فاستريحي وقللي جهدك.