معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (2)

قوله تعالى :{ حم تنزيل من الرحمن الرحيم } ، قال الأخفش : ( تنزيل ) مبتدأ ، وخبره قوله عز وجل : { كتاب فصلت آياته } .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (2)

و : { تنزيل } خبر الابتداء ، إما على أن يقدر الابتداء ، إما على أن يقدر الابتداء في : { حم } على ما تقتضيه بعض الأقوال إذا جعلت اسماً للسورة أو للقرآن أو إشارة إلى حروف المعجم ، وإما على أن يكون التقدير : هذا تنزيل ، ويجوز أن يكون { تنزيل } ابتداء وخبره في قوله : { كتاب فصلت } على معنى ذو تنزيل . و : { الرحمن الرحيم } صفتا رجاء ورحمة لله تعالى . و : { فصلت } معناه بينت آياته ، أي فسرت معانيه ففصل بين حلاله وحرامه وزجره وأمره ووعده ووعيده .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (2)

افتتح الكلام باسم نكرة لما في التنكير من التعظيم . والوجه أن يكون { تَنزِيلٌ } مبتدأ سَوَّغ الابتداء به ما في التنكير من معنى التعظيم فكانت بذلك كالموصوفة وقوله : { مِنَ الرحمن الرَّحِيم } خبر عنه . وقوله : { كتاب } بَدل من تنزيل فحصل من المعنى : أن التنزيل من الله كتاب ، وأن صفته فُصّلت آياته ، موسوماً بكونه قرآناً عربياً ، فحصل من هذا الأسلوب أن القرآن منزَّل من الرحمان الرحيم مفصلاً عربياً . ولك أن تجعل قوله : مِنَ الرحمن الرَّحِيم } في موضع الصفة للمبتدأ وتجعل قوله : { كتاب } خبرَ المبتدأ ، وعلى كلا التقديرين هو أسلوب فخم وقد مَضى مثله في قوله تعالى : { آلمص كتاب أنزل إليك } [ الأعراف : 1 ، 2 ] .

والمراد : أنه منزَّل ، فالمصدر بمعنى المفعول كقوله : { وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين } [ الشعراء : 192 ، 193 ] وهو مبالغة في كونه فَعَل الله تنزيله ، تحقيقاً لكونه موحى به وليس منقولاً من صحف الأولين . وتنكير { تنزيل وكتاب لإِفادة التعظيم .