غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (2)

1

بتنزيل الحكمة من الرحمن في الأزل ، الرحيم في الأبد وهي { كتاب فصلت آياته } أي ميزت أمثالاً ومواعظ وأحكاماً وقصصاً إلى غير ذلك . وقد مر في أوّل " هود " . وانتصب { قرآناً } على المدح والاختصاص أو على الحال الموطئة { لقوم يعلمون } أي لقوم عرب يفهمون معانيه يعني بالأصالة وللباقين بعدهم ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم منهم فالدعوة تحصل أوّلاً لهم . والأظهر عندي أنه كقوله { هدى للمتقين } [ البقرة : 2 ] وذلك أنه لا ينتفع بالقرآن إلا أهل العلم به . قال أهل السنة : الصفات المذكورة هاهنا للقرآن توجب شدة الاهتمام بمعرفته . والوقوف على معانيه بيانه أن كونه نازلاً من الرحمن الرحيم دليل على أن تنزيله رحمة للعالمين ، وفيه شفاء لأمراض القلوب ، وكونه كتاباً . والتركيب يدور على الجمع كما سبق في أول الكتاب يدل على أن فيه علوم الأوّلين والآخرين .

/خ24