فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{تَنزِيلٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (2)

وكذلك تقدّم الكلام على معنى { تَنزِيلَ } وإعرابه . قال الزجاج ، والأخفش : تنزيل مرفوع بالابتداء ، وخبره : { كتاب فُصّلَتْ } وقال الفراء : يجوز أن يكون على إضمار هذا ، ويجوز أن يقال : كتاب بدل من قوله تنزيل ، و{ مّنَ الرحمن الرحيم } متعلق بتنزيل ، ومعنى : { فُصّلَتْ ءاياته } : بينت أو جعلت أساليب مختلفة ، قال قتادة : فصلت ببيان حلاله من حرامه ، وطاعته من معصيته . وقال الحسن : بالوعد والوعيد . وقال سفيان : بالثواب والعقاب ، ولا مانع من الحمل على الكل . والجملة في محلّ نصب صفة لكتاب .