معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَعَمِيَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَنۢبَآءُ يَوۡمَئِذٖ فَهُمۡ لَا يَتَسَآءَلُونَ} (66)

قوله تعالى : { فعميت } خفيت واشتبهت ، { عليهم الأنباء } أي : الأخبار والأعذار ، قال مجاهد : الحجج ، { يومئذ } فلا يكون لهم عذر ولا حجة ، { فهم لا يتساءلون } لا يجيبون ، وقال قتادة : لا يحتجون ، وقيل : يسكتون لا يسأل بعضهم بعضاً .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَعَمِيَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَنۢبَآءُ يَوۡمَئِذٖ فَهُمۡ لَا يَتَسَآءَلُونَ} (66)

أي أظلمت لهم الأمور فلم يجدوا خبراً يخبرون به مما لهم فيه نجاة ، وساق الفعل في صيغة المضي لتحقق وقوعه وأنه يقين ، والماضي من الأفعال متيقن فلذلك توضع صيغته بدل المستقبل المتقين وقوعه وصحته ، و «عميت » معناه أظلمت جهاتها وقرأ الأعمش «فعُمّيت » بضم العين وشد الميم ، وروي في بعض الحديث : كان الله في عماء{[9161]} ، وذلك قبل أن يخلق الأنوار وسائر المخلوقات ، و { الأنباء } جمع نبأ ، وقوله تعالى { فهم لا يتساءلون } معناه فيما قال مجاهد وغيره بالأرحام والمتاب الذي عرفه في الدنيا أن يتساءل به لأنهم قد أيقنوا أن كلهم لا حيلة له ولا مكانة .

ويحتمل أن يريد أنهم لا يتساءلون عن الأنباء ليقين جميعهم أنه لا حجة لهم .


[9161]:أخرجه الترمذي في تفسير سورة هود، وابن ماجه في المقدمة، وأحمد في المسند (4-11، 12) ولفظه كما في المسند: عن أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه؟ قال: (كان في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء).