فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَعَمِيَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَنۢبَآءُ يَوۡمَئِذٖ فَهُمۡ لَا يَتَسَآءَلُونَ} (66)

{ فعميت عليهم الأنباء يومئذ } أي خفيت عليهم الحجج حتى صاروا كالعمي الذين لا يهتدون ، والأصل فعموا عن الأنباء ، ولكنه عكس الكلام للمبالغة والأنباء الأخبار وأنما سمى حججهم أخبارا لأنها لم تكن من الحجة في شيء وإنما هي أقاصيص وحكايات وقرئ : عميت بضم العين وتشديد الميم .

{ فهم لا يتساءلون } أي لا يسأل بعضهم بعضا عن الجواب النافع وذلك لفرط الدهشة أو لعلمهم بأن الكل سواء في الجهل ، وقيل : لا يسأل بعضهم بعضا عن الأنساب ، قاله مجاهد : ولا ينطقون بحجة ، ولا يدرون بما يجيبون لأن الله قد أعذر إليهم في الدنيا فلا يكون لهم عذر ولا حجة يوم القيامة .