معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ} (36)

{ يوم يفر المر من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه } لا يلتفت إلى واحد منهم لشغله بنفسه . حكي عن قتادة قال في هذه الآية { يوم يفر المرء من أخيه } قال : يفر هابيل من قابيل ، ويفر النبي صلى الله عليه وسلم من أمه ، وإبراهيم عليه السلام من أبيه ، ولوط عليه السلام من صاحبته ، ونوح عليه السلام من ابنه .

   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ} (36)

وكل من هؤلاء القرابة إذا قدرتَه هو الفارّ كان مَن ذُكر معه مفروراً منه إلا قولَه : { وصاحبته } لظهور أن معناه : والمرأةِ من صاحبها ، ففيه اكتفاء ، وإنما ذُكرتْ بوصف الصاحبة الدال على القرب والملازمة دون وصف الزوج لأن المرأة قد تكون غير حسنة العشرة لزوجها فلا يكون فراره منها كناية عن شدة الهول فذكر بوصف الصاحبة .

والأقرب أن هذا فرار المؤمن من قرابته المشركين خشية أن يؤاخذ بتبعتهم إذْ بَقُوا على الكفر .

وتعليق جار الأقرباء بفعل : { يفر المرء } يقتضي أنهم قد وقعوا في عذاب يخشون تعديه إلى من يتصل بهم .

وقد اجتمع في قوله : { يوم يفر المرء من أخيه } إلى آخره أبلغ ما يفيد هول ذلك اليوم بحيث لا يترك هوله للمرء بقية من رشده فإن نفس الفرار للخائف مسبة فيما تعارفوه لدلالته على جبن صاحبه وهم يتعيرون بالجبن وكونَه يترك أعز الأعزة عليه مسبة عظمى .