إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ} (36)

وقولُه تعالى : { يَوْمَ يَفِرُّ المرء مِنْ أَخِيهِ * وَأُمّهِ وَأَبِيهِ * وصاحبته وَبَنِيهِ } إما منصوبٌ بأعني تفسيراً للصاخَّة أو بدلٌ منها مبنيٌّ على الفتحِ بالإضافةِ إلى الفعلِ على رَأي الكوفيينَ ، وقيلَ بدلٌ من إذَا جاءتْ كما مرَّ في قولِه تعالى : { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ } [ سورة النازعات ، الآية 35 ] الخ أي يعرضُ عنُهم ولا يصاحبُهم ولا يسألُ عن حالِهم كما في الدُّنيا لاشتغالِه بحالِ نفسِه ، وأمَّا تعليلُ ذلكَ بعلمِه بأنَّهم لا يُغنونَ عنه شيئاً ، أو بالحذرِ من مطالبتِهم بالتبعاتِ فيأباهُ قولُه تعالى : { لِكُلّ امرئ منهُم يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } .