معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (21)

قوله تعالى : { ومن أظلم } ، أكفر .

قوله تعالى : { ممن افترى } ، اختلق .

قوله تعالى : { على الله كذباً } ، فأشرك به غيره .

قوله تعالى : { أو كذب بآياته } ، يعني : القرآن .

قوله تعالى : { إنه لا يفلح الظالمون } ، الكافرون .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (21)

ثم قال : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ } أي : لا أظلم ممن تَقَوَّل{[10608]} على الله ، فادعى أن الله أرسله ولم يكن أرسله ، ثم لا أظلم ممن كذب بآيات الله وحججه وبراهينه ودلالاته ، { إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } أي : لا يفلح هذا ولا هذا ، لا المفتري ولا المكذب .


[10608]:في م: "يقول".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (21)

وقوله تعالى : { ومن أظلم } الآية { من } استفهام مضمنه التوقيف والتقرير ، أي لا أحد أظلم ممن افترى ، و { افترى } معناه اختلق ، والمكذب بالآيات مفتري كذب ، ولكنهما منحيان من الكفر ، فلذلك ُنصا ُمفسرين ، و «الآيات » العلامات والمعجزات ونحو ذلك ، ثم أوجب { إنه لا يفلح الظالمون } والفلاح بلوغ الأمل والإرادة والنجاح ، ومنه قول عبيد : [ الراجز ]

أفْلِحْ بِمَا شِئْتَ فَقَدْ تَبْلُغُ بالض . . . عْفِ وقد يُخْدَعُ الأرِيبُ{[4861]}


[4861]:- رواه في اللسان: "فقد يبلغ بالنّوك" ثم قال: ويروى: "فقد يبلغ بالضعف"، ثم قال: "معناه: فز واظفر، التهذيب: يقول: عش بما شئت من عقل وحمق، فقد يرزق الأحمق ويُحرم العاقل" اهـ.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (21)

عطف على جملة { الذين خسروا أنفسهم } [ الأنعام : 20 ] . فالمراد بهم المشركون مثل قوله : { ومن أظلم ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه } وقد تقدَّم نظيره في سورة البقرة ( 114 ) . والمراد بافترائهم عقيدة الشرك في الجاهلية بما فيها من تكاذيب ، وبتكذيبهم الآيات تكذيبهم القرآن بعد البعثة . وقد جعل الآتي بواحدة من هاتين الخصلتين أظلم الناس فكيف بمن جمعوا بينهما .

وجملة : { إنّه لا يفلح الظالمون } تذييل ، فلذلك فصلت ، أي إذا تحقّق أنّهم لا أظلم منهم فهم غير مفلحين ، لأنّه لا يفلح الظالمون فكيف بمن بلغ ظلمه النهاية ، فاستغنى بذكر العلّة عن ذكر المعلول .

وموقع ( إنّ ) في هذا المقام يفيد معنى التعليل للجملة المحذوفة ، كما تقرّر في كلام عبد القاهر . وموقع ضمير الشأن معها أفاد الاهتمام بهذا الخبر اهتمام تحقيق لتقع الجملة الواقعة تفسيراً له في نفس السامع موقع الرسوخ .

والافتراء الكذب المتعمّد . وقوله : { كذباً } مصدر مؤكَّد له ، وهو أعمّ من الافتراء . والتأكيد يحصل بالأعم ، كما قدّمناه في قوله تعالى : { ولكنّ الذين كفروا يفترون على الله الكذب } في سورة المائدة ( 103 ) ، وقد نفى فلاحهم فعمّ كلّ فلاح في الدنيا والآخرة ، فإنّ الفلاح المعتدّ به في نظر الدين في الدنيا هو الإيمان والعمل ، وهو سبب فلاح الآخرة .