{ لا يسأم الإنسان } لا يمل . { من دعاء الخير } من طلب السعة في النعمة ، وقرئ " من دعاء بالخير " . { وإن مسه الشر } الضيقة . { فيؤوس قنوط } من فضل الله ورحمته وهذا صفة الكافر لقوله : { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } وقد يولغ في يأسه من جهة البنية والتكرير وما في القنوط من ظهور أثر اليأس .
اعتراض بين أجزاء الوعيد . والمعنى : وعلموا ما لهم من محيص . وقد كانوا إذا أصابتهم نعماء كذّبوا بقيام السّاعة فجملة { لا يسأم الإنسان من دعاء الخير } إلى قوله : { قنوط } تمهيد لجملة { ولئن أذقناه رحمةً منا } الخ . . .
وموقع هذه الآيات عقب قوله { ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك } [ فصلت : 47 ] الخ يقتضي مناسبة في النّظم داعية إلى هذا الاعتراض فتلك قاضية بأنّ الإنسان المخبر عنه بأنّه لا يسأمُ من دعاء الخير وما عطف عليه هو من صنف النّاس الذين جرى ذِكر قصصهم قبل هذه الآية وهم المشركون ، فإمّا أن يكون المراد فريقاً من نوع الإنسان ، فيكون تعريف { الإنسان } تعريف الجنس العام لكن عمومه عرفي بالقرينة وهو الممَثل له في علم المعاني بقولكَ : جمع الأمير الصاغة . وإمّا أن يكون المراد إنساناً معيناً من هذا الصنف فيكون التعريف تعريف العهد . كما أن الإخبار عن الإنسان بأنّه يقول : ما أظنّ الساعة قائمة ، صريح أن المخبر عنه من المشركين معيناً كان أو عاماً عموماً عرفياً . فقيل المراد بالإنسان : المشركون كلّهم ، وقيل أريد به مشرك معين ، قيل هو الوليد بن المغيرة ، وقيل عتبة بن ربيعة . وأيًّا مَّا كان فالإخبار عن إنسان كافر .
ومحمل الكلام البليغ يرشد إلى أنَّ إناطة هذه الأخبار بصنف من المشركين أو بمشرك معين بعنوان إنسان يومىء بأنّ للجبلة الإنسانية أثراً قوياً في الخُلُق الذي منه هذه العقيدة إلا من عصمه الله بوازع الإيمان . فأصل هذا الخُلق أمر مرتكز في نفس الإنسان ، وهو التوجه إلى طلب الملائم والنافع ونسيان ما عسى أن يحل به من المؤلم والضار ، فبذلك يأنس بالخير إذا حصل له فيزداد من السعي لتحصيله ويحسبه كالملازم الذاتي فلا يتدبر في مُعطيه حتى يشكره ويسأله المزيد تخضعاً ، وينسى ما عسى أن يطرأ عليه من الضرّ فلا يستعد لدفعه عن نفسه بسؤال الفاعل المختار أن يدفعه عنه ويعيذه منه . فأما أنّ الإنسان لا يسأم من دعاء الخير فمعناه : أنّه لا يكتفي ، فأطلق على الاكتفاء والاقتناع السآمة ، وهي الملَل على وجه الاستعارة بتشبيه استرسال الإنسان في طلب الخير على الدوام بالعمل الدائم الذي شأنه أن يسأم منه عامله فنفيُ السآمة عنه رمزٌ للاستعارة .
وفي الحديث : « لوْ أن لابن آدم واديين من ذهب لأحبّ لهما ثالثاً ، ولو أن له ثلاثة لأحبّ لهما رابعاً ، ولا يملأ عين ابن آدم إلاّ التراب » وقال تعالى : { وإنّه لِحُبّ الخير لشديد } [ العاديات : 8 ] .
والدعاء : أصله الطلب بالقول ، وهو هنا مجاز في الطلب مطلقاً فتكون إضافته إلى الخير من إضافة المصدر إلى ما في معنى المفعول ، أي الدعاء بالخير أو طلب الخير .
ويجوز أن يكون الدعاء استعارة مكنية ، شبه الخير بعاقل يسأله الإنسان أن يُقبِل عليه ، فإضافة الدعاء من إضافة المصدر إلى مفعوله .
وأما أن الإنسان يؤوس قنوط إن مسه الشر فذلك من خُلق قلة صبر الإنسان على ما يتعبه ويَشق عليه فيضجر إن لحقه شرّ ولا يوازي بين ما كان فيه من خير فيقول : لئن مسني الشرّ زمناً لقد حلّ بي الخير أزماناً ، فمن الحق أن أتحمل ما أصابني كما نعمت بما كان لي من خير ، ثم لا ينتظر إلى حين انفراج الشرّ عنه وينسى الإقبال على سؤال الله أن يكشف عنه الضر بل ييأس ويقنط غضباً وكبراً ولا ينتظر معاودة الخير ظاهراً عليه أثرُ اليأس بانكسار وحزن . واليأس فعل قلبي هو : اعتقاد عدم حصوله الميؤوس منه .
والقُنوط : انفعال يدني من أثَر اليأس وهو انكسار وتضاؤل . ولم يذكر هنا أنّه ذو دعاء لله كما ذكر في قوله الآتي : { وإذا مسه الشرُّ فذو دعاء عريض } [ فصلت : 51 ] . لأنّ المقصود أهل الشرك وهم إنّما ينصرفون إلى أصنامهم . وقد جاءت تربية الشريعة للأمّة على ذم القنوط ، قال تعالى حكاية عن إبراهيم { قال ومن يَقنَط من رحمة ربّه إلاّ الضَّالون } [ الحجر : 56 ] ، وفي الحديث « انتظار الفرج بعد الشدّة عبادة » .
فالآية وصفت خُلقين ذميمين : أحدهما خلق البطر بالنعمة والغفلة عن شكر الله عليها . وثانيهما اليأس من رجوع النعمة عند فقدها . وفي نظم الآية لطائف من البلاغة :
الأولى : التعبير عن دوام طلب النّعمة بعَدم السآمة كما علمْتَه .
الثانية : التعبير عن محبّة الخير بدُعاء الخير .
الثالثة : التعبير عن إضافة الضر بالمسّ الذي هو أضعف إحساس الإصابة قال تعالى : { لا يَمَسُّهم السوء } [ الزمر : 61 ] .
الرّابعة : اقتران شرط مسّ الشر ب { إنْ } التي من شأنها أن تدخل على النادر وقوعُه فإن إصابة الشر الإنسانَ نادرة بالنسبة لما هو مغمور به من النعم .
الخامسة : صيغة المبالغة في { يَؤُوس } .
السّادسة : إتْباع { يؤوس } ب { قنوط } الذي هو تجاوز إحساس اليأس إلى ظاهر البدن بالانكسار ، وهو من شدّة يَأسه ، فحصلت مبالغتان في التّعبير عن يأسه بأنّه اعتقاد في ضميره وانفعال في سحناته . فالمشرك يتأصّل فيه هذا الخُلق ويتزايد باستمرار الزّمان . والمؤمن لا تزال تربية الإيمان تكفه عن هذا الخلق حتى يزول منه أو يكاد .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{لا يسئم الإنسان}: لا يمل الكافر.
{من دعاء الخير}: لا يزال يدعو ربه الخير والعافية.
{وإن مسه الشر} يعني البلاء والشدة.
{فيئوس} من الخير، {قنوط} من الرحمة...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"لاَ يَسأَمُ الإنْسانُ مِنْ دُعاءِ الخَيرِ" يقول تعالى ذكره: لا يملّ الكافر بالله من دعاء الخير، يعني من دعائه بالخير، ومسألته إياه ربّه. والخير في هذا الموضع: المال وصحة الجسم، يقول: لا يملّ من طلب ذلك.
"وَإنْ مَسّهُ الشّرّ "يقول: وإن ناله ضرّ في نفسه من سُقم أو جهد في معيشته، أو احتباس من رزقه، "فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ" يقول: فإنه ذو يأس من روح الله وفرجه، قنوط من رحمته، ومن أن يكشف ذلك الشرّ النازل به عنه.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
في ذلك إخبار عن سرعة الإنسان وتنقله من حال إلى حال...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{مِن دُعَاءِ الخير} من طلب السعة في المال والنعمة...
{وَإِن مَّسَّهُ الشر} أي الضيقة والفقر {فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ}، بولغ فيه من طريقين: من طريق بناء فعول، ومن طريق التكرير والقنوط أن يظهر عليه أثر اليأس فيتضاءل وينكسر، أي: يقطع الرجاء من فضل الله وروحه، وهذه صفة الكافر بدليل قوله تعالى: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} [يوسف: 87].
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما دل أتباعهم للظن حتى في ذلك اليوم الذي تنكشف فيه الأمور، وتظهر عظائم المقدور، وإلقاؤهم بأيديهم فيه على أنهم في غاية العراقة في الجهل والرسوخ في العجز، أتبع ذلك الدليل على أن ذلك طبع هذا النوع، فلا يزال متبدل الأحوال متغير المناهج، إن أحسن بخير انتفخ عظمه وتطاول كبراً، وإن مس ببلاء تضاءل ذلاً وامتلأ ضعفاً وعجزاً، وذلك ضد مقصود السورة الذي هو العلم، بياناً لأن حال هذا النوع بعيد من العلم، عريق الصفات في الجهل والشر إلا من عصمه الله فقال تعالى {لا يسئم} أي يمل ويضجر {الإنسان} أي من الأنس بنفسه الناظر في أعطافه، الذي لم يتأهل للمعارف الإلهية والطرق الشرعية.
{من دعاء الخير} أي من طلبه طلباً عظيماً، وذلك دال مع شرهه على جهله، فإنه لو كان عالماً بأن الخير يأتيه أو لا يأتيه لخفف عن نفسه من جهده في الدعاء.
{ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء} [الأعراف: 188]. {وإن مسه الشر} أي هذا النوع قليله وكثيره بغتة من جهة لا يتوقعها.
{فيؤوس} أي عريق في اليأس، وهو انقطاع الرجاء والأمل والحزن العظيم والقطع بلزوم تلك الحالة بحيث صار قدوة في ذلك.
{قنوط} أي مقيم في دار انقطاع الأمل والخواطر الرديئة، فهو تأكيد للمعنى على أحسن وجه وأتمه، وهذا هو ما طبع عليه الجنس، فمن أراد الله به منهم خيراً عصمه، ومن أراد به شراً أجراه مع الطبع فكان كافراً.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
هنا يصور لهم نفوسهم عارية من كل رداء، مكشوفة من كل ستار، عاطلة من كل تمويه: (لا يسأم الإنسان من دعاء الخير، وإن مسه الشر فيؤوس قنوط...
إنه رسم دقيق صادق للنفس البشرية، التي لا تهتدي بهدى الله، فتستقيم على طريق.. رسم يصور تقلبها وضعفها ومراءها وحبها للخير وجحودها للنعمة، واغترارها بالسراء، وجزعها من الضراء.. رسم دقيق عجيب.. هذا الإنسان لا يسأم من دعاء الخير، فهو ملح فيه مكرر له، يطلب الخير لنفسه ولا يمل طلبه. وإن مسه الشر مجرد مس. فقد الأمل والرجاء وظن أن لا مخرج له ولا فرج، وتقطعت به الأسباب وضاق صدره وكبر همه؛ ويئس من رحمة الله وقنط من رعايته. ذلك أن ثقته بربه قليلة، ورباطه به ضعيف!...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
فجملة {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} إلى قوله: {قنوط} تمهيد لجملة {ولئن أذقناه رحمةً منا} الخ... وموقع هذه الآيات عقب قوله {ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك} [فصلت: 47] الخ يقتضي مناسبة في النّظم داعية إلى هذا الاعتراض فتلك قاضية بأنّ الإنسان المخبر عنه بأنّه لا يسأمُ من دعاء الخير وما عطف عليه هو من صنف النّاس الذين جرى ذِكر قصصهم قبل هذه الآية وهم المشركون:
فإمّا أن يكون المراد فريقاً من نوع الإنسان، فيكون تعريف {الإنسان} تعريف الجنس العام لكن عمومه عرفي بالقرينة، وهو الممَثل له في علم المعاني بقولكَ: جمع الأمير الصاغة.
وإمّا أن يكون المراد إنساناً معيناً من هذا الصنف، فيكون التعريف تعريف العهد. كما أن الإخبار عن الإنسان بأنّه يقول: ما أظنّ الساعة قائمة، صريح أن المخبر عنه من المشركين معيناً كان أو عاماً عموماً عرفياً.
فقيل المراد بالإنسان: المشركون كلّهم، وقيل أريد به مشرك معين، قيل هو الوليد بن المغيرة، وقيل عتبة بن ربيعة.
وأيًّا مَّا كان فالإخبار عن إنسان كافر. ومحمل الكلام البليغ يرشد إلى أنَّ إناطة هذه الأخبار بصنف من المشركين أو بمشرك معين بعنوان إنسان، يومىء بأنّ للجبلة الإنسانية أثراً قوياً في الخُلُق الذي منه هذه العقيدة؛ إلا من عصمه الله بوازع الإيمان. فأصل هذا الخُلق أمر مرتكز في نفس الإنسان، وهو التوجه إلى طلب الملائم والنافع ونسيان ما عسى أن يحل به من المؤلم والضار، فبذلك يأنس بالخير إذا حصل له فيزداد من السعي لتحصيله ويحسبه كالملازم الذاتي فلا يتدبر في مُعطيه حتى يشكره ويسأله المزيد تخضعاً، وينسى ما عسى أن يطرأ عليه من الضرّ فلا يستعد لدفعه عن نفسه بسؤال الفاعل المختار أن يدفعه عنه ويعيذه منه. فأما أنّ الإنسان لا يسأم من دعاء الخير فمعناه: أنّه لا يكتفي، فأطلق على الاكتفاء والاقتناع السآمة، وهي الملَل على وجه الاستعارة بتشبيه استرسال الإنسان في طلب الخير على الدوام بالعمل الدائم الذي شأنه أن يسأم منه عامله فنفيُ السآمة عنه رمزٌ للاستعارة...
والدعاء: أصله الطلب بالقول، وهو هنا مجاز في الطلب مطلقاً فتكون إضافته إلى الخير من إضافة المصدر إلى ما في معنى المفعول، أي الدعاء بالخير أو طلب الخير. ويجوز أن يكون الدعاء استعارة مكنية، شبه الخير بعاقل يسأله الإنسان أن يُقبِل عليه، فإضافة الدعاء من إضافة المصدر إلى مفعوله.
وأما أن الإنسان يؤوس قنوط إن مسه الشر؛ فذلك من خُلق قلة صبر الإنسان على ما يتعبه ويَشق عليه فيضجر إن لحقه شرّ، ولا يوازي بين ما كان فيه من خير فيقول: لئن مسني الشرّ زمناً لقد حلّ بي الخير أزماناً، فمن الحق أن أتحمل ما أصابني كما نعمت بما كان لي من خير، ثم لا ينتظر إلى حين انفراج الشرّ عنه وينسى الإقبال على سؤال الله أن يكشف عنه الضر بل ييأس ويقنط غضباً وكبراً ولا ينتظر معاودة الخير ظاهراً عليه أثرُ اليأس بانكسار وحزن.
واليأس فعل قلبي هو: اعتقاد عدم حصوله الميؤوس منه.
والقُنوط: انفعال يدني من أثَر اليأس وهو انكسار وتضاؤل. ولم يذكر هنا أنّه ذو دعاء لله كما ذكر في قوله الآتي: {وإذا مسه الشرُّ فذو دعاء عريض} [فصلت: 51] لأنّ المقصود أهل الشرك وهم إنّما ينصرفون إلى أصنامهم...
وقد جاءت تربية الشريعة للأمّة على ذم القنوط، قال تعالى حكاية عن إبراهيم {قال ومن يَقنَط من رحمة ربّه إلاّ الضَّالون} [الحجر: 56]، وفي الحديث « انتظار الفرج بعد الشدّة عبادة». فالآية وصفت خُلقين ذميمين:
أحدهما خلق البطر بالنعمة والغفلة عن شكر الله عليها.
وثانيهما اليأس من رجوع النعمة عند فقدها.
وفي نظم الآية لطائف من البلاغة:
الأولى: التعبير عن دوام طلب النّعمة بعَدم السآمة كما علمْتَه.
الثانية: التعبير عن محبّة الخير بدُعاء الخير.
الثالثة: التعبير عن إضافة الضر بالمسّ الذي هو أضعف إحساس الإصابة قال تعالى: {لا يَمَسُّهم السوء} [الزمر: 61].
الرّابعة: اقتران شرط مسّ الشر ب {إنْ} التي من شأنها أن تدخل على النادر وقوعُه فإن إصابة الشر الإنسانَ نادرة، بالنسبة لما هو مغمور به من النعم. الخامسة: صيغة المبالغة في {يَؤُوس}.
السّادسة: إتْباع {يؤوس} ب {قنوط} الذي هو تجاوز إحساس اليأس إلى ظاهر البدن بالانكسار، وهو من شدّة يَأسه، فحصلت مبالغتان في التّعبير عن يأسه بأنّه اعتقاد في ضميره وانفعال في سحناته، فالمشرك يتأصّل فيه هذا الخُلق ويتزايد باستمرار الزّمان، والمؤمن لا تزال تربية الإيمان تكفه عن هذا الخلق حتى يزول منه أو يكاد.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
المقصود بالإنسان هنا الإنسان غير المتربي بعد بأصول التربية الإسلامية، والذي لم يتنور قلبهُ بالمعرفة الإلهية والإيمان بالله، ولم يحسّ بالمسؤولية بشكل كامل. إنّها كناية عن الناس المتقوقعين في عالم المادة بسبب الفلسفات الخاطئة، فهم لا يملكون الروح العالية التي تؤهلهم للصبر والثبات، وتجاوز الحدود المادية إلى ما وراءها من القيم العظيمة. هؤلاء يفرحون إذا أقبلت الدنيا عليهم، وييأسون ويحزنون إذا ما أدبرت عنهم.
ثمّة بيّن المفسّرين اختلاف في الرأي حول «يؤوس» و «قنوط» فيما إذا كانا بمعنى واحد أم لا؟ يرى البعض أنّهما بمعنى واحد، والتكرار للتأكيد. وقال البعض الآخر: «يؤوس» من «يئس» بمعنى اليأس في القلب، أمّا «قنوط» فتعنى إظهار اليأس على الوجه وفي العمل.