اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَّا يَسۡـَٔمُ ٱلۡإِنسَٰنُ مِن دُعَآءِ ٱلۡخَيۡرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَـُٔوسٞ قَنُوطٞ} (49)

قوله تعالى : { لاَ يَسْأَمُ الإنسان مِن دُعَاءِ الخير } . . . الآية لما بين تعالى من حال هؤلاء الكفار ( أنهم ){[48966]} بعد أن كانوا مصرين على القول بإثبات الشركاء والأضداد لله في الدنيا تبرأُوا عن تلك الشركاء في الآخرة بين أن الإنسان في جميع الأوقات متغير الأحوال ، فإن أحسَّ بخير وقدرة تعاظم ، وإن أَحسَّ ببلاءٍ ومحنةٍ ذُلَّ . والمعنى أن الإنسان في حال الإقبال لا ينتهي إلى درجة إلا ويطلب الزيادة عليها ، وفي مجال الإدبار والحِرمان يصير آيساً قناطاً . وفي قوله { فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } مُبالغةٌ من وجهين :

أحدهما : من طريق فعول .

والثاني : من طريق التكرار .

واليأس من صفة القلب ، والقنوط أن يظهر آثار اليأس في الوجه والأحوال الظاهرة .


[48966]:سقط من ب.