ثم ذكر سبحانه بعض أحوال الإنسان فقال :{ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ } أي لا يمل من دعاء الخير لنفسه وجلبه إليه ، ولا يزال يسأل ربه المال والخير هنا المال والصحة والسلطان والرفعة . قال السدي : والإنسان يراد به الكافر ، وقيل الوليد بن المغيرة ، وقيل عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف والأولى حمل الآية على العموم باعتبار الغالب ، فلا ينافيه خروج خلص العباد ، وقرأ ابن مسعود من دعاء المال .
{ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ } أي البلاء والشدة والفقر والمرض { فَيَئُوسٌ } من روح الله { قَنُوطٌ } من رحمته ، واليأس من صفة القلب وهو قطع الرجاء ، والقنوط إظهار آثاره على ظاهر البدن ، والحال المحلي يقتضي ترادفهما ، وبه قال بعضهم فالجمع بينهما للتأكيد ، وقيل يؤوس من إجابة دعائه قنوط بسوء الظن بربه ، وقيل يؤوس من زوال ما به من المكروه ، قنوط بما يحصل له من ظن دوامه وهما صيغتا مبالغة تدلان على أنه شديد اليأس ، عظيم القنوط وبولغ فيه من طريقين من طريق بناء فعول كما أشرنا ومن طريق التكرير مع ما في القنوط من ظهور أثر اليأس لأن القنوط أن يظهر عليه أثر اليأس فيتضاءل وينكسر أي يقطع الرجاء من فضل الله وروحه ، وهذا صفة الكافر بدليل قوله تعالى { إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.