معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ} (10)

{ فأنت عنه تلهى } تتشاغل وتعرض عنه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ} (10)

( فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) أي : تتشاغل . ومن هاهنا أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ألا يخص بالإنذار أحدًا ، بل يساوى فيه بين الشريف والضعيف ، والفقير والغني ، والسادة والعبيد ، والرجال والنساء ، والصغار والكبار . ثم الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة .

/خ10

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ} (10)

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : أما من استغنى بماله ، فأنت له تتعرّض ، رجاء أن يُسلِم .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان أمّا مَنِ اسْتَغْنَى فأنْتَ لَهُ تَصَدّى قال : نزلت في العباس .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : أمّا مَنِ اسْتَغْنَى قال : عتبة بن ربيعة وشبية بن ربيعة وَما عَلَيْكَ ألاّ يَزّكّى يقول : وأيّ شيء عليك أن لا يتطهّر من كفره فيُسلم ؟ وأمّا مَنْ جاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى يقول : وأما هذا الأعمى الذي جاءك سعيا ، وهو يخشى الله ويتقيه ، فأنْتَ عَنْهُ تَلَهّى يقول : فأنت عنه تُعْرِض ، وَتَشاغَلُ عنه بغيره وتَغَافَل .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ} (10)

فأنت عنه تلهى تتشاغل يقال لها عنه والتهى و تلهى ولعل ذكر التصدق والتلهي للإشعار بأن العتاب على اهتمام قلبه بالغني وتلهيه عن الفقير ومثله لا ينبغي له ذلك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ} (10)

{ فأنت عنه تلهى } أي تشتغل ، تقول لهيت عن الشيء ألهى إذا اشتغلت وليس من اللهو الذي هو من ذوات الواو ، وإما أن المعنى يتداخل ، وقرأ الجمهور من القراء : «تَلهى » بفتح التاء على حذف التاء الواحدة ، وقرأ ابن كثير فيما روي عنه «تلهى » بالإدغام ، وقرأ طلحة بن مصرف : «تتلهى » بتاءين ، وروي عنه «تَلْهى » بفتح التاء وسكون اللام وتخفيف الهاء المفتوحة ، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع : «تُلْهى » بضم التاء{[11620]} وسكون اللام أي يلهيك حرصك على أولئك الكفار ، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم :

«وما استأثر الله به فَالْهَ عنه »{[11621]} وقوله تعالى في هاتين : { وأما من } فالسبب ما ذكر من كفار قريش وعبد الله بن أم مكتوم ، ثم هي بعد تتناول من شركهم{[11622]} في هذه الأوصاف ، فحَمَلَهُ الشرع والعلم مخاطبون في تقريب الضعيف من أهل الخير وتقديمه على الشريف العاري من الخير ، بمثل ما خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه السورة


[11620]:أما ضبط اللام والهاء فقد أخذناهما عن المحتسب.
[11621]:وجدت هذا الحديث في كتاب النهاية لابن الأثير، وفي لسان العرب- أثر- واللفظ فيهما: (إذا استأثر الله بشيء فاله عنه)، ولم يذكروا شيئا عن رواته، واستأثر بالشيء: خص به نفسه،ومعنى (إله عنه): اتركه.
[11622]:أي اشترك معهم فيها، وشرك تأتي بمعنى شارك.