معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{هَٰذَا ذِكۡرٞۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (49)

قوله تعالى : { هذا ذكر } أي : هذا الذي يتلى عليكم ذكر ، وقيل : ذكر أي : شرف ، وذكر جميل تذكرون به . { وإن للمتقين لحسن مآب* }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{هَٰذَا ذِكۡرٞۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (49)

" هذا ذكر " بمعنى هذا ذكر جميل في الدنيا وشرف يذكرون به في الدنيا أبدا . " وإن للمتقين لحسن مآب " أي لهم مع هذا الذكر الجميل في الدنيا حسن المرجع في القيامة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{هَٰذَا ذِكۡرٞۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (49)

لما أتم سبحانه ما أراد من ذكر هؤلاء الأصفياء عليهم السلام الذين عافاهم بصبرهم وعافى من دعوهم ، فجعلهم سبحانه سبب الفلاح ولم يجعلهم سبباً للهلاك ، قال مؤكداً لشرفهم وشرف ما ذكروا به ، حاثاً على إدامة تذكره وتأمله وتدبره للعمل به ، مبيناً ما لهم في الآخرة على ما ذكر من أعمالهم وما لمن نكب عن طريقهم على سبيل التفصيل : { هذا } أي ما تلوناه عليك من أمورهم وأمور غيرهم { ذكر } أي شرف في الدنيا وموعظة من ذكر القرآن ذي الذكر ، ثم عطف على قوله { إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد } ما لأضدادهم ، فقال مؤكداً رداً على من ينكر ذلك من كفار العرب وغيرهم : { وإن } ويجوز - وهو أحسن - أن يكون معطوفاً على " هذا " وتقديره : هذا ذكر للصابرين .

ولما أداهم إليه صبرهم في الدنيا وأن لهم على ما وهبناهم من الأعمال الصالحة التي مجمعها الصبر لمرجعاً حسناً ، ولكنه أظهر الوصف الذي أداهم إلى هذا المآب تعميماً لكل من اقتدى بهم حثاً على الاقتداء فقال : { للمتقين } أي جميع العريقين في وصف التقوى الذين يلزمون لتقواهم الصراط المستقيم { لحسن مآب * } أي مصير ومرجع