البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{هَٰذَا ذِكۡرٞۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (49)

لما أمره تعالى بالصبر على سفاهة قومه ، وذكر جملة من الأنبياء وأحوالهم ، ذكر ما يؤول إليه حال المؤمنين والكافرين من الجزاء ، ومقر كل واحد من الفريقين .

ولما كان ما يذكره نوعاً من أنواع التنزيل ، قال : { هذا ذكر } ، كأنه فصل بين ما قبله وما بعده .

ألا ترى أنه لما ذكر أهل الجنة ، وأعقبه بذكر أهل النار قال : { هذا وإن للطاغين } ؟ وقال ابن عباس : هذا ذكر من مضى من الأنبياء .

وقيل : { هذا ذكر } : أي شرف تذكرون به أبداً .