الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{هَٰذَا ذِكۡرٞۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (49)

{ هذا ذِكْرُ } أي : هذا نوع من الذكر وهو القرآن . لما أجرى ذكر الأنبياء وأتمه ، وهو باب من أبواب التنزيل ؛ ونوع من أنواعه ، وأراد أن يذكر على عقبه باباً آخر ، وهو ذكر الجنة وأهلها . قال : هذا ذكر ، ثم قال : { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ } كما يقول الجاحظ في كتبه : فهذا باب ، ثم يشرع في باب آخر ، ويقول الكاتب إذا فرغ من فصل من كتابه وأراد الشروع في آخر : هذا وقد كان كيت وكيت ؛ والدليل عليه : أنه لما أتمّ ذكر أهل الجنة وأراد أن يعقبه بذكر أهل النار . قال : { هذا وإن للطاغين } . وقيل : معناه هذا شرف وذكر جميل ويذكرون به أبداً . وعن ابن عباس رضي الله عنه : هذا ذكر من مضى من الأنبياء .