اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هَٰذَا ذِكۡرٞۚ وَإِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ لَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (49)

قوله : { هذا ذِكْرٌ } جملة جيء بها إيذاناً بأنَّ القصَّة قد تَمَّتْ وأَخَذَ في أخرى وهذا كما فعل الجاحظ في كتبه يقول فهذا باب ثم يشرع في آخر ويدل على ذلك أنه لما أراد أن يعقب بذكر أهل النار ذكر أهل الجنة ثم قال : «هَذَا وإنَّ لِلطَّاغِين » وقيل : المراد هذا شرف وذكر جميل لهؤلاء الأنبياء يذكرون أبداً والصحيح الأول .

قوله : { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } المآب المرجعُ ، لما حكى سَفَاهَة قُرَيْش على النبي - صلى الله عليه وسلم - بقولهم : «سَاحِر كَذَّاب » وقولهم له استهزاء : «عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا » ثم أمره بالصبر على سَفَاهَتهم واقتدائه بالأنبياء المذكورين في صبرهم على الشدائد والمكاره بين ههنا أن من أطاع الله كان له من الثواب كذا وكذا وكل من خالفه كان له من العقاب كذا وكذا . وذلك يوجب الصبر على تكاليف الله تعالى . وهذا نظم حسن ، وترتيب لطيف .