معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

{ إنها لإحدى الكبر } يعني أن سقر لإحدى الأمور العظام ، واحد الكبر كبرى : كبرى ، قال مقاتل والكلبي : أراد بالكبر : دركات جهنم ، وهي سبعة : جهنم ، ولظى ، والحطمة ، والسعير ، وسقر ، والجحيم ، والهاوية .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

ووراء هذه الانبعاثات والإشراقات والاستقبالات ما في القمر ، وما في الليل ، وما في الصبح من حقيقة عجيبة هائلة يوجه القرآن إليها المدارك ، وينبه إليها العقول . ومن دلالة على القدرة المبدعة والحكمة المدبرة ، والتنسيق الإلهي لهذا الكون ، بتلك الدقة التي يحير تصورها العقول .

ويقسم الله سبحانه بهذه الحقائق الكونية الكبيرة لتنبيه الغافلين لأقدارها العظيمة ، ودلالاتها المثيرة . يقسم على أن( سقر )أو الجنود التي عليها ، أو الآخرة وما فيها ، هي إحدى الأمور الكبيرة العجيبة المنذرة للبشر بما وراءهم من خطر :

إنها لأحدى الكبر ، نذيرا للبشر . .

والقسم ذاته ، ومحتوياته ، والمقسم عليه بهذه الصورة . . كلها مطارق تطرق قلوب البشر بعنف وشدة ، وتتسق مع النقر في الناقور ، وما يتركه من صدى في الشعور . ومع مطلع السورة بالنداء الموقظ : ( يا أيها المدثر )والأمر بالنذارة : ( قم فأنذر ) . . فالجو كله نقر وطرق وخطر ! !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

{ إِنَّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ } أي : العظائم ، يعني : النار ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، وغير واحد من السلف .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

وقوله تعالى : { إنها لإحدى الكبر } قال قتادة وأبو رزين وغيره : الضمير لجهنم ، ويحتمل أن يكون الضمير للنذارة ، وأمر الآخرة فهو للحال والقصة ، وتكون هذه الآية مثل قوله عز وجل

{ قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون }{[11443]} [ ص : 68 ] ، و { الكبر } ، جمع كبيرة ، وقرأ جمهور القراء «لإحدى » بهمزة في ألف إحدى ، وروي عن ابن كثير أنه قرأ «لاحدى » دون همزة ، وهي قراءة نصر بن عاصم ، قال أبو علي : التخفيف في { لإحدى الكبر } ، أن تجعل الهمزة فيها بين بين ، فأما حذف الهمزة فليس بقياس وقد جاء حذفها . قال أبو الأسود الدؤلي : [ الكامل ]

يا أبا المغيرة رب أمر معضل*** فرجته بالنكر مني والدّها{[11444]}

وأنشد ثعلب : [ الكامل ]

إن لم أقاتل فالبسوني برقعا*** وفتخات في اليدين أربعا{[11445]}


[11443]:الآيتان (67، 68) من سورة ص.
[11444]:أبو الأسود هو عمرو بن سفيان بن جندل، من التابعين، وكانت له أخبار مع زياد بن أبيه قال فيها شعرا، والأمر المعضل هو الشديد المعجز، والنكر: الدهاء والفطنة، والدها: العقل وجودة الرأي والبصر بالأمور، يقول: إنه بعقله وفطنته يتغلب على الصعاب والمشكلات، والشاهد حذف الألف في "أبا".
[11445]:البرقع: بضم القاف وبفتحها: غطاء تغطي به البدوية وجهها، ولا يظهر منه سوى العينين، والفتخات: جمع فتخة وفتخة، وهي حلقة تلبس في الإصبع كالخاتم ولا فص فيها، وكانت نساء الجاهلية يلبسنها في أصابعهن العشر، وقد تكون في أصابع الرجلين، وفي حديث عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال: القلب والفتخة. والشاهد في البيت هنا حذف الهمزة في "فالبسوني"
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

و { الكُبَر } : جمع الكبرى في نوعها ، جمعوه هذا الجمع على غير قياسسِ بابه لأن فُعْلى حقها أن تجمع جمع سلامة على كبريات ، وأما بنية فُعل فإنها جمع تكسير لفُعْلة كغُرفة وغُرف ، لكنهم حملوا المؤنث بالألف على المؤنث بالهاء لأنهم تأولوه بمنزلة اسم للمصيبة العظيمة ولم يعتبروه الخصلة الموصوفة بالكِبر ، أي أُنثى الأكبر فلذلك جعلوا ألف التأنيث التي فيه بمنزلة هاء التأنيث فجمعوه كجمع المؤنث بالهاء من وزن فعلة ولم يفعلوا ذلك في إخواته مثل عظمى .