التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ} (35)

والضمير فى قوله - تعالى - : { إِنَّهَا لإِحْدَى الكبر } يعود إلى سفر . والكبر : جمع كبرى ، والمراد بها : الأمور العظام ، والخطوب الجسام .

أى : إن سقر التى تهكم بها وبخزنتها الكافرون ، لهى إحدى الأمور العظام ، والدواهى الكبار ، التى قل أن يوجد لها نظير أو مثيل فى عظمها وفى شدة عذاب من يصطلى بنارها .

وأقسم - سبحانه - بهذه الأمور الثلاثة ، لزيادة التأكيد ، ولإِبطال ما تفوه به الجاحدون ، بأقوى أسلوب .

وكان القسم بهذه الأمور الثلاثة ، لأنها تمثل ظهور النور بعد الظلام ، والهداية بعد الضلال ، ولأنها تناسب قوله - تعالى - قبل ذلك : { كَذَلِكَ يُضِلُّ الله مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } .