قوله : { إِنَّهَا } . أي : إن النار .
وقيل : إن قيام الساعة كذا حكاه أبو حيان{[58563]} . وفيه شيئان : عوده على غير مذكور ، وكونُ المضاف اكتسب تأنيثاً .
وقيل : إنه النذارة ، وقيل : هي ضمير القصّة ، وهذا جواب القسم وتعليل ل " كَلاَّ " والقسم معترض للتوكيد . قاله الزمخشري .
قال شهاب الدين{[58564]} : " وحينئذ يحتاج إلى تقدير جوازه ، وفيه تكلف وخروج عن الظاهر " .
قوله : { لإِحْدَى الكبر } . قرأ العامَّةُ : " لإحْدَى الكُبَر " بهمزة ، وأصلها واو من الوحدة .
وقرأ نصر{[58565]} بن عاصم ، وابن محيصن ، ويروى عن ابن كثير : " لَحدى " بحذف الهمزة .
وهذا من الشُّذوذ بحيث لا يقاس عليه .
وتوجيهه : أن يكون أبدالها ألفاً ثُمَّ حذف الألف لالتقاء الساكنين ، وقياس تخفيف مثل هذه الهمزة أن تجعل بَيْنَ بَيْنَ .
قال الواحدي : ألف إحدى مقطوع لا تذهب في الوصل و " الكُبَر " : جمع " كُبْرَى " ك " الفُضَل " جمع " فُضْلَى " .
قال الزمخشري : " الكُبَر : جمع الكُبْرى " . جعلت ألف التأنيث كتاء التأنيث ، فكما جمعت " فُعْلة " على " فُعَل " جمعت " فُعْلى " عليها ، ونظير ذلك : " السَّوافِي " في جمع " السَّافِيَاء " وهو التراب التي تسفّه الريح ، و " القَواصع " في جمع " القَاصِعَاء " كأنها جمع " فاعلة " قاله ابن الخطيب{[58566]} .
معنى " إحْدَى الكُبَرِ " أي إحدى الدواهي ، قال : [ الرجز ]
4971 - يَا ابْنَ المُعلَّى نزَلتْ إحْدَى الكْبَرْ***دَاهِيَةُ الدَّهْرِ وصَمَّاءُ الغِيَرْ{[58567]}
ومثله : هو أحد الرجال ، وهي إحدى النساء ، لمن يستعظمونه . والمراد من " الكبر " دركات جهنم ، وهي سبعة : جَهَنَّم ، ولَظَى ، والحطمة ، والسَّعير ، والجَحِيم ، والهَاوية ، وسَقَر . أعاذنا الله منها .
وفي تفسير مقاتل : " الكُبَر " اسم من أسماء النار .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما " إنها " أي إن تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم " لإحْدَى الكُبَر " أي : الكبيرة من الكبائر{[58568]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.