معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٗا} (91)

قوله تعالى : { أن دعوا } أي : من أجل أن جعلوا { للرحمن ولداً } ، قال ابن عباس و كعب : فزعت السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين ، وكادت أن تزول ، وغضبت الملائكة ، واستعرت جهنم حين قالوا : اتخذ الله ولداً .

   
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٗا} (91)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَن دَعَوْا لِلرّحْمََنِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرّحْمََنِ أَن يَتّخِذَ وَلَداً * إِن كُلّ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلاّ آتِي الرّحْمََنِ عَبْداً } .

يقول تعالى ذكره : وتكاد الجبال أن تخرّ انقضاضا ، لأنْ دَعَوا للرحمن ولدا . ف «أن » في موضع نصب في قول بعض أهل العربية ، لاتصالها بالفعل ، وفي قول غيره في موضع خفض بضمير الخافض وقد بيّنا الصواب من القول في ذلك في غير موضع من كتابنا هذا بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

وقال : أنْ دَعَوْا للرّحْمَنِ وَلَدا يعني بقوله : أنْ دَعَوْا : أن جعلوا له ولدا ، كما قال الشاعر :

ألا رُبّ مَنْ تَدْعُو نَصِيحا وَإنْ تَغِبْ *** تَجِدْهُ بغَيْبٍ غيرَ مُنْتَصِحِ الصّدْرِ

وقال ابن أحمر :

أهْوَى لَهَا مِشْقَصا حَشْرا فَشَبْرَقَها *** وكنتُ أدْعُو قَذَاها الإثمِدَ القَرِدَا

   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٗا} (91)

{ أن دَعوا للرحمان ولداً } متعلّق بكل مِن { يتفطرن ، وتنشق ، وتخرّ ، وهو على حذف لام الجرّ قبل ( أنْ ) المصدريّة وهو حذف مطرّد .

والمقصود منه تأكيد ما أفيد من قوله : { منه } ، وزيادةُ بيانٍ لمعادِ الضمير المجرور في قوله { منه } اعتناء ببيانه .

ومعنى { دَعَوا } : نسبوا ، كقوله تعالى : { ادعوهم لآبائهم } [ الأحزاب : 5 ] ، ومنه يقال : ادّعى إلى بني فلان ، أي انتسب . قال بَشامة بن حَزْن النهشلي :

إنّا بني نَهشل لا نَدّعي لأب *** عنه ولا هو بالأبناء يشرينا