إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٗا} (91)

{ أَن دَعَوْا للرحمن وَلَداً } منصوبٌ على حذف اللام المتعلقةِ بتكاد أو مجرورٌ بإضمارها ، أي تكاد السماوات يتفطرّن والأرضُ تنشق والجبالُ تخِرّ لأَن دعَوا له سبحانه ولداً ، وقيل : اللامُ متعلقةٌ بهدًّا ، وقيل : الجملةُ بدلٌ من الضمير المجرورِ في منه كما في قوله : [ الطويل ]

[ على حالة لو أن في القوم حاتما ] *** على جوده لضنّ بالماء حاتِمُ{[534]}

وقيل : خبرُ مبتدأ محذوفٍ أي الموجبُ لذلك أنْ دعوا الخ ، وقيل : فاعلُ هدًّا أي هدّها دُعاءُ الولد ، والأولُ هو الأولى ودعَوا من دعا بمعنى سمَّى المتعدّي إلى مفعولين ، وقد اقتُصر على ثانيهما ليتناولَ كل ما دُعيَ له ولداً ، أو من دعا بمعنى نسب الذي مطاوعُه ادّعى إلى فلان أي انتسب إليه .


[534]:البيت للفرزدق في ديوانه 2/297؛ ولسان العرب (حتم)؛ والمقاصد النحوية 4/186؛ وبلا نسبة في شرح شذور الذهب ص 317؛ وشرح المفصل 3/69؛ واللمع ص 174.