السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٗا} (91)

{ أن } أي : من أجل أن { دعوا للرحمن ولداً } قال ابن عباس وكعب : فزعت السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين وكادت أن تزول وغضبت الملائكة واستعرت جهنم حين قالوا اتخذ الله ولداً .

فإن قيل : كيف يؤثر القول في انفطار السماوات وانشقاق الأرض وخرور الجبال ؟ أجيب بوجوه ؛ الأوّل : أنّ الله تعالى يقول كدت أفعل هذا بالسماوات والأرض والجبال عند وجود هذه الكلمة غضباً مني على من تفوّه بها لولا حلمي وإني لا أعجل بالعقوبة ، الثاني : أن يكون استعظاماً للكلمة وتهويلاً وتصويراً لأثرها في الدين وهدمها لقواعده وأركانه الثالث : أنّ السماوات والأرض والجبال تكاد أن تفعل كذلك لو كانت تعقل هذا القول .