البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٗا} (91)

وقال الحوفي وأبو البقاء { أن دعوا } في موضع نصب مفعول له ، ولم يبينا العامل فيه .

وقال أبو البقاء أيضاً : هو في موضع جر على تقدير اللام ، قال : وفي موضع رفع أي الموجب لذلك دعاؤهم ، ومعنى { دعوا } سموا وهي تتعدّى إلى اثنين حذف الأول منهما ، والتقدير سموا معبودهم ولداً للرحمن أي بولد لأن دعا هذه تتعدى لاثنين ، ويجوز دخول الباء على الثاني تقول : دعوت ولدي بزيد ، أو دعوت ولدي زيداً .

وقال الشاعر :

دعتني أخاها أم عمرو ولم أكن*** أخاها ولم أرضع لها بلبان

وقال آخر :

ألا رب من يدعي نصيحاً وإن يغب*** تجده بغيب منك غير نصيح

وقال الزمخشري : اقتصر على أحدهما الذي هو الثاني طلباً للعموم والإحاطة بكل ما دعا له ولداً ، قال أو من دعا بمعنى نسب الذي مطاوعه ما في قوله عليه السلام : « من ادّعى إلى غير مواليه » وقول الشاعر :

إنّا بني نهشل لا ندعي لأب***أي لا ننتسب إليه انتهى .

وكون { دعوا } هنا بمعنى سموا هو قول الأكثرين .

وقيل : { دعوا } بمعنى جعلوا .