معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَنَصَرۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (77)

قوله تعالى : { ونصرناه } منعناه { من القوم الذين كذبوا بآياتنا } أن يصلوا إليه بسوء . وقال أبو عبيدة : يعني على القوم ، { إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَنَصَرۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (77)

فاستجاب الله له ، فأغرقهم ، ولم يبق منهم أحدا ، ونجى الله نوحا وأهله ، ومن معه من المؤمنين ، في الفلك المشحون ، وجعل ذريته هم الباقين ، ونصرهم الله على قومه المستهزئين .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَنَصَرۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (77)

{ ونصرناه } مطاوع انتصر أي جعلناه منتصرا . { من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين } لاجتماع الأمرين تكذيب الحق والانهماك في الشر ، ولعلهما لم يجتمعا في قوم إلا وأهلكهم الله تعالى .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَنَصَرۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (77)

وعدي { نصرناه } بحرف ( من ) لتضمينه معنى المنع والحماية ، كما في قوله تعالى : { إنكم منا لا تنصرون } [ المؤمنون : 65 ] ، وهو أبلغ من تعديته ب ( علَى ) لأنه يدل على نصر قوي تحصل به المَنعَةُ والحماية فلا يناله العدوّ بشيء . وأما نصره عليه فلا يدل إلا على المدافعة والمعونة .

ووصف القوم بالموصول للإيماء إلى علة الغرق الذي سيذكر بعد . وجملة { إنهم كانوا قوم سوء } علة لنصر نوح عليه السلام لأن نصره يتضمن إضرار القوم المنصور عليهم .

والسّوء بفتح السين تقدم آنفاً .

وإضافة قوم إلى السوء إشارة إلى أنهم عرفوا به . والمراد به الكفر والتكبر والعناد والاستسخار برسولهم .

و { أجمعين } حال من ضمير النصب في { أغرقناهم } لإفادة أنه لم ينج من الغرق أحد من القوم ولو كان قريباً من نوح فإن الله قد أغرق ابن نوح .

وهذا تهديد لقريش لئلا يتكلوا على قرابتهم بمحمد صلى الله عليه وسلم كما رُوي أنه لما قرأ على عتبة بن ربيعة [ سورة فصّلت : 13 ] حتى بلغ { فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود } فزع عتبة وقال له : ناشدْتُك الرّحمَ .