البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَنَصَرۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (77)

{ ونصرناه من القوم } عداه بمن لتضمنه معنى { نجيناه } بنصرنا { من القوم } أو عصمناه ومنعناه أي من مكروه القوم لقوله { فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا } وقال الزمخشري : هو نصر الذي مطاوعه انتصر ، وسمعت هذلياً يدعو على سارق : اللهم انصرهم منه أي اجعلهم منتصرين منه ، وهذا معنى في نصر غير المتبادر إلى الذهن .

وقال أبو عبيدة { من } بمعنى على أي { ونصرناه } على { القوم } { فأغرقناهم } أي أهلكناهم بالغرق .

و { أجمعين } تأكيد للضمير المنصوب .

وقد كثر التوكيد بأجمعين غير تابع لكلهم في القرآن ، فكان ذلك حجة على ابن مالك في زعمه أن التأكيد بأجمعين قليل ، وأن الكثير استعماله تابعاً لكلهم .