إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَنَصَرۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (77)

{ ونصرناه } نصراً مستتبِعاً للانتقام والانتصار ولذلك قيل : { مِنَ القوم الذين كَذَّبُواْ بآياتنا } وحملُه على فانتصر يأباه ما ذكر من دعائه عليه السلام فإنه ظاهرَه يوجب إسنادَ الانتصارِ إليه تعالى مع ما فيه من تهويل الأمر وقوله تعالى : { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْء } تعليلٌ لما قبله وتمهيد لما قبله وتمهيد لما بعده من قوله تعالى : { فأغرقناهم أَجْمَعِينَ } فإن الإصرارَ على تكذيب الحقِّ والانهماكَ في الشر والفساد مما يوجب الإهلاكَ قطعاً .