الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَنَصَرۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (77)

قوله : { مِنَ الْقَوْمِ } : فيه أوجهٌ ، أحدها : أن يُضَمَّن " نَصَرْناه " معنى منَعْناه وعَصَمْناه . ومثلُه { فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ } [ غافر : 29 ] فلمَّا ضُمِّنَ معناه تَعَدَّى تعَديتَه . الثاني : أنَّ نَصَر مطاوِعُهُ انتصر ، فتعدَّى تعديةً ما طاوعه . قال الزمخشري : " وهو نَصَر الذي مطاوِعُه انتصر . وسمعتُ هُذَِليَّاً يدعو على سارِقٍ " اللهم انْصُرْهم منه " أي : اجْعَلْهم منتصِرين منه " . ولم يظهر فرقٌ بالنسبةِ إلى التضمين المذكور ؛ فإنَّ معنى قولِه " منتصرين منه " أي : ممتنعين أو مَعْصُوْمين منه .

الثالث : أن " مِنْ " بمعنى على أي : على القوم .