تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَنَصَرۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (77)

{ وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه } أي : وقعت فيه { غنم القوم } النفش بالليل .

قال الكلبي : إن أصحاب الحرث استعدوا على أصحاب الغنم ، فنظر داود ثمن الحرث ، فإذا هو قريب من ثمن الغنم ، فقضى بالغنم لأهل الحرث فمروا بسليمان فقال : كيف قضى فيكم ( نبي الله ) ؟ فأخبروه ، قال لهم : ( نعم ) ما قضى ، وغيره كان أرفق بالفريقين كليهما ، فدخل أصحاب الغنم على داود ، فأخبروه فأرسل إلى سليمان ، فقدم عليه لما حدثتني كيف رأيت فيما قضيت ؟ قال : تدفع الغنم إلى أهل الحرث ، فينتفعون بلبنها وسمنها وأصوافها عامهم هذا ، وعلى أهل الغنم أن يزرعوا لأهل الحرث مثل الذي أفسدت غنمهم فإذا ( بلغ ){[778]} مثله حين أفسد قبضوا غنمهم ، فقال له داود : نعم الرأي رأيت{[779]} .

{ وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير } كانت جميع الجبال وجميع الطير تسبح مع داود بالغداة والعشي ، ويفقه تسبيحها { وكنا فاعلين( 79 ) } أي : قد فعلنا ذلك . قال محمد : يجوز نصب ( الطير ) من جهتين : إحداهما على معنى : وسخرنا الطير ، والأخرى على معنى : يسبحن مع الطير .


[778]:في البريطانية (كان).
[779]:في البريطانية (نعم ما قضيت).