معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

{ وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلاً } نزلت في صناديد قريش المستهزئين . وقال مقاتل بن حيان : نزلت في المطعمين ببدر ، فلم يكن إلا يسر حتى قتلوا ببدر .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

{ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ } أي : اتركني وإياهم ، فسأنتقم منهم ، وإن أمهلتهم فلا أهملهم ، وقوله : { أُولِي النَّعْمَةِ } أي : أصحاب النعمة والغنى ، الذين طغوا حين وسع الله عليهم من رزقه ، وأمدهم من فضله كما قال تعالى : { كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

ثم قال له متوعدًا لكفار قومه ومتهددًا - وهو العظيم الذي لا يقوم لغضبه شيء - : { وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ }أي : دعني والمكذبين المترفين أصحابَ الأموال ، فإنهم على الطاعة أقدر من غيرهم وهم يطالبون من الحقوق بما ليس عند غيرهم ، { وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا } أي : رويدا ، كما قال : { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ } [ لقمان : 24 ] ؛ ولهذا قال هاهنا : { إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا }

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَذَرْنِي وَالْمُكَذّبِينَ أُوْلِي النّعْمَةِ وَمَهّلْهُمْ قَلِيلاً * إِنّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً * وَطَعَاماً ذَا غُصّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً } .

يعني تعالى ذكره بقوله وَذَرْنِي وَالمُكَذّبينَ فدعني يا محمد والمكذّبين بآياتي أُولى النّعْمَةِ يعني أهل التنعم في الدنيا وَمَهّلْهُمْ قَليلاً يقول : وأخرهم بالعذاب الذي بسطته لهم قليلاً حتى يبلغ الكتاب أجله . وذُكر أن الذي كان بين نزول هذه الاَية وبين بدر يسير . ذكر من قال ذلك :

حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن علية ، عن محمد بن إسحاق ، عن ابن عباد ، عن أبيه ، عن عباد ، عن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة قالت : لما نزلت هذه الاَية : وَذَرْنِي والمُكَذّبِينَ أُولي النّعْمَة وَمَهّلْهُمْ قَلِيلاً إنّ لَدَيْنا أنْكالاً وجَحِيما . . . الاَية ، قالت : لم يكن إلا يسير حتى كانت وقعة بدر .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال الله : وَذَرْنِي وَالمُكَذّبِينَ أُولي النّعْمَةِ وَمَهّلْهُمْ قَلِيلاً يقول : إن لله فيهم طَلِبة وحاجة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

قوله تعالى : { وذرني والمكذبين } وعيد لهم ، ولم يتعرض احد لمنعه منهم ، لكنه إبلاغ بمعنى لا تشغل بهم فكراً ، وكلهم إليّ . و { النعمة } غضارة العيش وكثرة المال{[11396]} . والمشار إليهم كفار قريش أصحاب إلا مدة يسيرة نحو عام وليس الأمر كذلك ، والتقدير الذي يعضده الدليل من إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتضي أن بين الأمرين نحو العشرة الأعوام ، ولكن ذلك قليل أمهلوه .


[11396]:النعمة بالفتح: التنعم، وبالكسر الإنعام وما ينعم به، وتأتي بالضمة ومعناها المسرة.