فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

{ وذرني والمكذبين أولي النعمة }

ارض بي لعقابهم ، خل بيني وبينهم ، وكل أمرهم إلي ، فإني على البطش بهم لقدير ، وفي ذلك ما يفرغ بالك ويكشف همك .

{ أولي النعمة } أصحاب التنعم والترف وكثرة المال والولد ، فالنعمة : بفتح النون : التنعيم ، وأما بالكسر فتعني الإنعام وما ينعم به ، وأما بالضم فهي المسرة ، وقد تقصر فيقال : النعمى .

{ ومهلهم قليلا ( 11 ) }

مهل : أي اترك لهم مدة وزمنا ، وهي تفيد تكثير المفعول فوق ما تفيده أمهل قيل نزلت في صناديد مكة وكبار المشركين المستهزئين .

{ قليلا } أي مدة وزمانا يسيرا- إما إلى أن تحين آجالهم ، وإما إلى يوم تحين هزيمتهم وخزيهم- .

وهي إما منصوبة لأنها ظرف زمان ، أو لأنها نعت لمصدر منصوب والتقدير : ومهلهم إمهالا قليلا .