فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

{ وذرني والمكذبين } أي دعني وإياهم ولا تهتم بهم ، فإني أكفيك أمرهم وأنتقم لك منهم ، وقيل نزلت في المطعميين يوم بدر ، وهو عشرة ، وقد تقدم ذكرهم ، وقال يحيى بن سلام : هم بنو المغيرة ، وقال سعيد بن جبير : أخبرت أنهم اثنا عشر .

{ أولي نعمة } أي أرباب الغنى والسعة والترفه واللذة في الدنيا ، والنعمة بالفتح التنعم بالكسر الإنعام وبالضم المسرة .

{ ومهلهم قليلا } أي تمهيلا قليلا ، على أنه نعت لمصدر محذوف ، أو زمانا قليلا على أنه صفة لزمان محذوف ، والمعنى أمهلهم إلى انقضاء آجالهم ، وقيل إلى نزول عقوبة الدنيا بهم كيوم بدر ، قالت عائشة " لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيرا حتى كانت وقعة بدر " وقيل إلى يوم القيامة والأول أولى لقوله :

{ إن لدينا أنكالا } وما بعده فإنه وعيد لهم بعذاب الآخرة .