{ وذرني } أي : اتركني { والمكذبين } أي : لا تحتاج إلى الظفر بمرادك ومشتهاك إلا أن تخلي بيني وبينهم بأن تكل أمرهم إليّ وتستكفينيه ، فإن فيّ ما يفرغ بالك ، ويجلي همك وليس ثمّ منع حتى تطلب إليه أن تذره وإياه إلا ترك الاستكفاء والتفويض ، كأنه إذا لم يكل إليه أمره فكأنه منعه منه فإذا وكله إليه فقد أزال المنع وتركه وإياه وفيه دليل على الوثوق بأنه يتمكن من الوفاء بأقصى ما تدور حوله أمنية المخاطب وبما يزيد عليه .
واختلف في سبب نزول هذه الآية فقال مقاتل : نزلت في المطعمين يوم بدر ، وهم عشرة فلم يكن إلا يسيراً حتى قتلوا ببدر . وقال يحيى بن سلام : إنهم بنو المغيرة . وقال سعيد بن جبير : أخبرت أنهم اثنا عشر رجلاً ، وقال البغوي : نزلت في صناديد قريش ورؤساء مكة من المستهزئين .
وقوله تعالى : { أولي النعمة } نعت للمكذبين أي أصحاب التنعم والترفه .
فائدة : النعمة بالفتح التنعم وبالكسر الإنعام وبالضم المسرّة .
{ ومهلهم } أي : اتركهم برفق وتأنّ وتدريج ولا تهتم بشأنهم . وقوله تعالى : { قليلاً } نعت لمصدر ، أي : تمهيلاً قليلاً أو لظرف زمان محذوف أي زماناً قليلاً فقتلوا بعد يسير ببدر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.