فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

{ وَذَرْنِي والمكذبين } أي دعني وإياهم ولا تهتم بهم فإني أكفيك أمرهم وأنتقم لك منهم . قيل : نزلت في المطعمين يوم بدر ، وهم عشرة وقد تقدّم ذكرهم . وقال يحيى بن سلام : هم بنو المغيرة . وقال سعيد بن جبير : أخبرت أنهم اثنا عشر { أُوْلِي النعمة } أي أرباب الغنى والسعة والترفه واللذة في الدنيا { وَمَهّلْهُمْ قَلِيلاً } أي تمهيلاً قليلاً على أنه نعت لمصدر محذوف ، أو زماناً قليلاً على أنه صفة لزمان محذوف ، والمعنى أمهلهم إلى انقضاء آجالهم . وقيل : إلى نزول عقوبة الدنيا بهم كيوم بدر ، والأول أولى لقوله : { إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً } .

/خ18