الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا} (11)

إذا عرف الرجل من صاحبه أنه مستهم بخطب يريد أن يكفاه ، أو بعدوّ يشتهي أن ينتقم له منه وهو مضطلع بذلك مقتدر عليه قال : ذرني وإياه أي : لا تحتاج إلى الظفر بمرادك ومشتهاك ، إلا أن تخلى بيني وبينه بأن تكل أمره إليّ وتستكفينيه ، فإنّ فيّ ما يفرغ بالك ويجلي همك ، وليس ثم منع حتى يطلب إليه أن يذره وإياه إلا ترك الاستكفاء والتفويض ، كأنه إذا لم يكل أمره إليه ، فكأنه منعه منه ؛ فإذا وكله إليه فقد أزال المنع وتركه وإياه ، وفيه دليل على الوثوق بأنه يتمكن من الوفاء بأقصى ما تدور حوله أمنية المخاطب وبما يزيد عليه النعمة : - بالفتح - التنعم ، وبالكسر : الإنعام وبالضم : المسرة ؛ يقال : نعم ، ونعمة عين ، وهم صناديد قريش ، وكانوا أهل تنعم وترفه .